لبنان لا يعيش بمنطق الغلبة والقهر .. في آخر المطاف سنجلس جميعاً على طاولة واحدة

الإعلامية داليا نعمة تحاور العلامة السيد علي الأمين ...
موقع نهار نت ــ 15 شباط 2008م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س- من خلال قراءتك للاحداث الحالية ماذا تتوقع ان يشهد لبنان والى ماذا تدعو اللبنانيين والشيعة خصوصا خلال هذه المرحلة والمرحلة المقبلة ؟

ج- نحن طبعاً لا نريد ان نرجم في الغيب وطبيعتنا ان نكون اكثر تفاؤلا. عاطفتنا تقول بانه يجب ان نتفاءل اكثر بالمواعيد القادمة لانتخاب رئيس للجمهورية وللجهود العربية والدولية التي تبذل من اجل ان يكون هناك انجاز لهذا الاستحقاق ضمن القمة العربية. وهذا طبعا ما أعتقد أنه هو مصدر التفاؤل لان الفوضى في لبنان لن يستفيد منها احد ولعل اكبر المتضررين من الفوضى مع اللبنانيين هي سوريا لان الفوضى لن تجعل فريقا منتصرا على آخر بل الفوضى هي عملية هدم الهيكل على رؤوس الجميع وستفتح الباب للتدويل واسعاً في لبنان والمنطقة.

لبنان في العام 2008 ليس لبنان عام 1975 ومنطقة الشرق الأوسط في عام 2008 ليست منطقة الشرق الاوسط في عام 1975 . المجتمع الدولي في تلك المرحلة كان يغض الطرف عن لبنان لبعده عن منطقته اما اليوم فالمجتمع الدولي اصبح في قلب المنطقة عسكرياً ومادياً وسياسياً والى آخره. ولذلك من الصعب ان تترك الامور للاطراف ليغلب احدهم الآخر.

لبنان لا يعيش بمنطق الغلبة والقهر . قد تغلب جارك اليوم ولكن بعد ان تغلبه اليوم سيأتي احد ينصره غداً ويستمر الصراع وفي آخر المطاف سنجلس جميعاً على طاولة واحدة.

اذاً ما قيمة هذه التضحيات؟. او كما اطلقنا على الحرب الماضية التي دامت 15 عاماً بالحرب العبثية هل يمكن ان يجرب العاقل شيئا مجربا ؟
الحرب جربناها وعرفنا نتيجتها وعرفنا انه لا يمكن لطرف ان يحكم لبنان وحده. اذاً لبنان يجب ان يحكم بالتوافق والتراضي. اذا رفضنا التوافق والتراضي يعني احرقنا البلد على انفسنا وعندئذ فتحنا الباب للتدويل. وهم يزعمون انهم لا يريدون التدويل فمن هنا انا اقول لا يزال هناك مقدار من العقل والحكمة عند الكثير من الاطراف يمنع من ان تذهب الامور بعيداً .

وهنا أوجه ندائي الى أهلي في الضاحية الجنوبية والجنوب وكل لبنان "أُخرجوا من أسوار الطائفية وسجون المذهبية الى رحاب الوطن الواحد ودولة العيش المشترك كما اراد الامام موسى الصدر".